جلست أربع ضفادع على حزمة حطب عائمة على حافة نهر كبير , فجاءت
موجة هوجاء و اختطفت الحزمة إلى وسط النهر , فحملتها المياه , وسارت ببطء مع مجرى
النهر , فرقصت الضفادع فرحا بهذه السياحة اللطيفة فوق المياه , لأنه لم يسبق لهن
أن أبحرن من ذي قبل .
وبعد هنيهة, صرخت الضفدعة الأولى قائلة: " يا لها من حزمة
عجيبة غريبة.. تأملن أيتها الرفيقات كيف تسير مثل سائر الأحياء, والله إنني لم
اسمع قط بمثلها «.
فأجابتها الضفدعة الثانية وقالت :" إن الحزمة لاتمشي ولا
تتحرك أيتها الصديقة , وهي ليست عجيبة غريبة كما توهمت , ولكن مياه النهر المنحدرة
بطبيعتها إلى البحر , تحمل هذه الحزمة معها وتحملنا نحن أيضا بانحدارها .. "
.
فقالت الضفدعة الثالثة :" قد
أخطأتما أيتها الرفيقتان في
خيالكما الغريب فان القرمة لا تتحرك , والنهر أيضا لايتحرك مثلها , وإنما الحقيقة
أن فكرنا هو المتحرك فينا , وهو الذي يقودنا إلى الاعتقاد بحركة الأجسام الجامدة
..." .