في صباح مشرق جميل حيث ابتسامة الشمس العريضة و غناء الرياح الشجي و رقص الازهار المتناغم فتحت عيني فوجدت نفسي في غير مكاني المعتاد انا لست في سريري اني ارى غيوما شامخة وطيورا سابحة في السماء الواسعة وجدت نفسي واقفة فوق غيمة كبيرة و هي تطير بي الى المجهول كيف اصبحت هنا؟ هل احلم؟ هل مت؟ فجاة سمعت صوتا رقيقا يهمس لي ويقول :
- لقد اختارتك الطبيعة لتكوني هنا
-اختارتني الطبيعة؟ ماهذا الهراء؟ من المتكلم ؟
-انتبهي لكلامك جيدا فلا هراء في السماء فهي موطن الصدق والنقاء
-من المتكلم؟
-انا احملك منذ سنين عدة سابحة بك في الاعالي و لم تعرفي من انا بعد؟
-كم مرة يجب ان اكرر سؤالي لاحصل على جواب؟
-انا الغيمة
-الغيمة؟ ماالذي اوصلني الى هنا؟
-الطبيعة اختارتكي لتمثلي البشر في الحرب بين قوى الطبيعة
-حرب
-حرب تتنافس فيها قوى الطبيعة ومن يفوز يحصل على حرية ملكية الكون
-واين هذه الحرب انا لا ارى سوى اللون الابيض الناصع؟
-مكان الحرب يبعد مسافة يومين من هنا
-انا اريد ان اعود الى نومي ارجعيني الى سريري
-سريرك ؟ هاهاها
-نعم سريري الذي حملتني منه الى هنا اعيديني اليه .. ما شاني انا والحرب
-سريرك يا عزيزتي تلاشى ومنزلك تلاشى والارض كلها تلاشت في الفضاء
-ماذا؟
-كما سمعتي
-وما السبيل لاعادة الامور كما كانت عليه؟
-ان تفوزي في هذه الحرب
-حرب ضد من؟
-حرب تتنافس فيها مجرتنا ضد مجرة توكانوس والفائز يحكم المجرتين معا وتصبحان اسما واحدا ومجرة واحدة
-فهمت
-واخيراً
-لكن انا ضعيفة لا استطيع هزم مجرة باكملها
-الطبيعة كلها ستهبك قوتها من مياه ونار ورياح وكل القوى الاخرى
-حسنا ومن ساواجه من مجرة توكانوس ؟هل هو بشري مثلي؟
-هذا يعتمد على اختيارهم
-حسنا
بعد مرور يوم واحد
-استيقظي ايتها المتكاسلة هيا انهضي
-كم الساعة؟
-وهل رايتي من قبل غيمة تضع ساعة؟
-نسيت ان ليس لكي ايدي
-ماذا قلتي؟
-لا ...لا لم اقل شيئا قط
-هيا استعدي سـ...
-قلتي ان الحرب بعد يومين لم يمض الا يوم واحد
-دعيني اكمل كلامي اولا (يا الهي لا اعرف لم اختاروا هذه الفتاة لتمثل مجرتنا)
-آسفة اكملي
-كنت اقول اننا سنقابل الان قوى الطبيعة لتهبكي قوتها
-حسنا لنر كيف سيبدو شكل قوى الطبيعة هذه التي تتحدثين عنها من البارحة
-لن تريها
-لماذا؟
-لانك بشرية ... البشر لايستطيعون رؤيتها
-وكيف ساقاتل في الحرب ان كنت لا اراها يا ذكية
-في الحرب شيء اخر فحينها يتكونين انت بحد ذاتك قوة طبيعية.. فهمت؟
-طبعا
-الان سنخترق الجدار الذي وراءه تجتمع كل قوى الطبيعة
-أمرك
بعد اختراقهما للجدار ... اصبحت لدى الفتاة قوة خارقة لا يمكن تصورها ... ثم واصلتا الطيران الى مكان الحرب
لنتابع...
-كيف تحسين الان؟
-احس بالجوع
-ماذا؟
-انا امزح الا تعرفون شيء اسمه مزاح هنا؟
-كيف تحسين الان؟
-حسنا حسنا.. احس انني اصبحت مثل الفتاة الخارقة
-انت فتاة خارقة الان
-نعم صحيح حلمي تحقق
-...
لكن مضى يوم ونصف وانا لم اكل شيئا ولا احس ابدا بالجوع كيف هذا؟
-لا اعرف .. فنحن لم ناكل ابدا منذ خلقنا
-وكيف تعيشون اذن؟
-نعيش على بلوات مضيئة موجودة في مكان يسمى ارض الحياة وعندما تنطفئ بلورة ما يموت صاحبها
-فهمت
-انت الان اصبحت لك بلوة في ارض الحياة لانك اصبحت من سكان السماء
-لكنني اريد ان ابقى بشرية
-هذا ليس خيارك انت الطبيعة هي من تقرر
-اعطيني مراة لارى وجهي كيف اصبح
-لا مرايا في عالمنا
-واين ترون اشكالكم؟
-الشكل ليس مهما المهم هو الجوهر
-صحيح
وواصلتا الطريق ... وبعد انقضاء مدة الطريق .. وصلتا للمكان المطلوب مكان الحرب
لنتابع...
-وصلنا انزلي من فوقي
-انا متشوقة
-كنت اظن انك ستخافين من الموت
- وهل ساموت ان هزمت؟
-قد تنطفئ بلورتك ان هزمت
-يا الهي
-هيا تقدمي لتري منافسك
-حسنا شجعيني
-لايمكنني انت فقط يمكنك التقدم وانا يجب ان اعود لان طاقتي لا تحتمل هذا
-حسنا
-الى اللقاء وبالتوفيق...
ذهبت الغيمة التي رافقت الفتاة في كل طريقها ...
ثم فتحت الفتاة عينيها لتجد نفسها على سريرها وفي غرفتها .. لتجد كل شيء قد عاد الى ما كان عليه
فصرخت صرخة قوية جعلت كل اسرتها تستفيق و تهرع الى غرفتها
مستغربين مالذي يجري
الام: ماذا جرى يا ابنتي لماذا تصرخين؟
الاخ: يبدو انها كانت تحلم اني هزمتها في اللعب ها ها
-يجب ان اعود الى ساحة الحرب يجب ان اهزم مجرة توكانوس اعيدوني الى هناك بسرعة يجب ان انقذ الارض من الدمار
الاب: اي مجرة واي دمار انت في منزلك يا ابنتي ؟
الام: يبدو انها اضغاث احلام هيا هيا عودي الى نومك
-ان عدت الى نومي سوف يتلاشى كل شيء فلقد اختارتني الطبيعة لامثل مجرتنا في حرب المجرات يجب ان اعود الى السماء
الاخ: نعم طبعا يجب ان تعودي الى السماء وتريحينا من مشاكلك
وتنصرف اسرتها من الغرفة وهم لا يكادون يصمتون من الضحك
- ماالذي جرى كنت ساحارب مجرة توكانوس هل حقا كنت احلم؟
وعادت الى نومها لتكمل حربها الخرافية ..
تمت