بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ...
الإخوة والأخوات ...
اسأل الله تعالى أن يعرفنا به ، وأن يزين الإيمان في قلوبنا ، وأن يحببه لنا ، وأن يصطفينا بمعرفته وحبه ، اللهم اجعلنا من أحب عبادك لك ، ومن أخلص عبادك لك ، ومن أصدق عبادك لك ، ربنا أتيناك فلا تحرمنا فضلك ، ولا تؤاخذنا بما كسبت أيدينا ، إنك أرحم بنا من أمهاتنا وآبائنا فاشملنا برحمة من عندك تنبتنا من جديد نباتا صالحا واصنعنا على عينك .
إخوتاه ...
هل تذكرون قصة الهدهد مع نبي الله سليمان ، هدهد عجيب ضجَّ من الشرك ، وكان يعرف شيئا عن ربه ، فعرَّفه بما يعلم ، فماذا تعرف أنت ؟
قال تعالى :" وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ" [النمل : 24-26 ]
الهدهد كان من العارفين ، يعرف عن ربه أنه هو الذي يمتن عليه بشرابه وطعامه ، فيخرج له الذي خفي في السموات والأرض ، يعرف ربه بصفة العلم ، يراقب الله تعالى الذي يعلم السر وأخفى ، يعرف الله رب العرش العظيم ، ويغار لله تعالى أن يُعبد سواه في الأرض .
الهدهد غيور على التوحيد ، غيور على ربه ، فماذا أنت صانع غيرة لله تعالى .
إنه همسة من عارف إلى قلبك لتتعرف .
فاستفد منها وتذاكر درس المعرفة والمراقبة في هاتين الآيتين :
قال تعالى : " وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" [ النمل :74 ]
قال تعالى : "وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ " [ القصص : 68 ]
والله أسأل أن يعرفنا به ، ويجعلنا من صفوة عباده الصالحين ، واستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم .
وكتبه الشيخ
هاني حلمي
14 ربيع الآخر 1431 هـ