كان عرس في قصر الأمير في إحدى الليالي, وكان المدعوون يدخلون و يخرجون ’ فدخل رجل مع الداخلين, وحيى الأمير باحترام ووقار. فنظر إليه الجميع بدهشة لان إحدى عينيه كانت مفقودة, والدم ينزف من نقرتها الفارغة.
فسأله الأمير قائلا: " ما دهاك يا صاح ؟" فأجابه الرجل قائلا: " أنا لص أيها الأمير, وقد اغتنمت فرصة في ظلمة هذه الليلة على جاري عادتي, وذهبت لأسرق أموال احد الصيارفة.. وفيما أنا أتسلق الجدار لأدخل دكان الصيرفي ضللت سبيلي , و دخلت من نافذة جاره الحائك , فعدوت طالبا الهرب وأنا لا أبصر شيئا لشدة الظلام , فلطم نول الحائك عيني وفقرها . ولذالك أتيتك الآن ملتمسا أن تنصفني من الحائك.".
فأرسل الأمير واستدعى الحائك, فاحضر الحائك في الحال, فأمر الأمير أن تقلع عينه.
فقال له الحائك :" بالصواب حكمت أيها الأمير ’ فان العدالة تقضي بقلع عيني ’ ولكنه غير خاف على سموك إنني احتاج في حرفتي إلى عينين لكي أرى حشيتي الشقة التي انسجها , غير أن لي جارا اسكافيا له عينان مثلي , ولكنه لا يحتاج في مهنته إلا إلى عين واحدة , فاستدعه إن أردت واقلع عينيه للمحافظة على الشريعة "
فأرسل الأمير في الحال واستدعى الاسكافي , فحضر واقتلعت عينه .
وهكذا تأيدت العدالة ...!